السلام عليكم ورحمة الله ....كيف حالكمـ ؟؟ ...
مساؤكم ورد وحنان معطر بذكر الرحمن...
في يوم من الأيام وأنا صغير ..دخلت غرفة الضيوف عندنا ...كان هناك مزهرية زجاجية ...كانت هدية من قريب ...كان فيها ورد جميل المنظر والرائحة ...
فقلت هل الورد أفضل مني؟ ...لأجلسن في المزهرية ...فأمسكتها بعزم ..وأخرجت الورود منها...فبدأت أدخل يدي لكي أجلس بداخلها...فلم تدخل يدي ...ثم وضعتها على رأسي وقلت سأدخل فيها مثل الزئبق
وضعتها على رأسي وتركتها.....وإذا بها تقع على الأرض وتنكسر...فيئست حقا وحزنت وقلت ما أفشلني !!....لكنني تعلمت من المزهرية درسين ...أما الدرس الأول : أني لا أعبث في أغراض المنزل ...
وقد ظهر ذلك على وجهي من كفوف أمي -- الله يخليلي إياها--,,وأما الدرس الثاني : قلت يا ترى لماذا لا أستطيع أن أجلس في داخلها؟ هل الورود أجمل وأفضل مني؟ لماذا عندما حاولت أن أرتديها وقعت وانكسرت؟؟
الجواب بسيط جدا ...وأنت تعرفه ..وهو أنها لم تصنع لكي تلبس ,أو لكي يجلس بداخلها...وإنما صنعت لحمل طاقات الورود الجميلة لتكون ذات منظر جذاب يبعث في النفس روح الحياة ...
ولكن عندما استخدمت لغير ما صنعت له ,,أهينت وكسرت ,,وذهب بها إلى القمامة .......كذلك نحن البشر ..(((صنعنا لشيء عظيم))) ...وهو ملخص في قول ربّ العزة جل في علاه : ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون))
يا أخي أنت خلقت لعبادة الواحد الأحد الفرد الصمد ..العظيم مدبر الكون الرازق الخالق ..الذي بيده مقاليد السموات والأرض..__قل لا إله إلا الله__ فما أجملها من غاية وما أكرمه وأجوده من إله ...
نعود للمزهرية قليلا....المزهرية إن حوفظ عليها ..فإنها تذهب إلى المتحف ويغلى ثمنها ..وتصبح نفيسة ونادرة وشيئاً ثميناً لا يقدر بثمن ...ولكن إن لعب بها واستخدمت لغير ما صنعت له ...فإنها تُكسر
وترمى بالقمام ..ثم تؤخذ بسيارة الزبالة ..وإلى المحرقة وبئس المصير ....كذلك الإنسان ..إذا عبد ربه فإنه يجزى بالجنة والنعيم الدائم من غير هم ولا كرب ولا نكد ولا عبادة حتى ...
وإذا عصى ربه فإنه يكسر بالدنيا ويعاقب بالهم والغم ..(( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)) وبالآخرة تسوقه الملائكة إلى جهنم وبئس المصر ....ونعوذ بالله من جهنم ...وهذه هي سنة الحياة والكون
التي فطرنا الله عليها ...فكل شيء خلق لمقصد ..إذا خالف هذا المقصد أهين وكان له عاقبة أليمة ومخزية .......
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ...اللهم آمين
وصل اللهم على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ...