كلي لك
عدد المساهمات : 7 نقاط : 10087 التقييم : 10 تاريخ التسجيل : 16/02/2011
| موضوع: هل أطلب الطلااااق الأربعاء فبراير 16, 2011 11:53 am | |
| هل أطلب الطلاق؟ سؤال تنتهي به نصف الاستشارات ، والحقيقة ان السؤال يجب ان يكون: لماذا وصلت الامور الى حد التفكير بالطلاق اصلا؟ هل هناك من سبب اساسي ورئيسي يجعل المئات من الازواج والزوجات يفكرون بالانفصال والطلاق كل يوم؟ هل من وصفة سحرية تمنع وصولنا الى هذه النقطة والاستمرار في زواج مستقر وسعيد؟ نعم يوجد.. وهي ليست وصفة سحرية.. بل واقعية جدا ولن تتوقعي بساطتها.. او حتى تتخيلي انها امامك كل يوم.. لكنك لا ترينها لنأخذ جولة سريعة في احصائيات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]اولا.. في تركيا وحدها 90 الف حالة طلاق سنويا ، وهذا ردي على الشائعات المغرضة بوجود مهند افندي ونور خانوم في كل بيت وكل عشة فراخ في تركيا ثلث الحالات خلال السنة الاولى من الزواج.. والثلثين الباقيين خلال السنوات التالية.. احصائيات العالم العربي تقول ان نسبة الطلاق هي 47% وخلال السنوات الثلاث الاولى.. يعني نصف الزيجات رايحة فيها للاسف وطبعا لا داعي لذكر نسب الطلاق في العالم الاسلامي ليس اشفاقاً على قلبك الرقيق.. ولكن لاني لا اعرفها طيب.. ما هي الوصفة السحرية (او الكارثية) التي تمنع (او تؤدي) الى الطلاق؟؟ سأضع لك هنا بعضا من المشاعر والافعال السلبية التي يمكن ان تكوني قد تعيشينها كل يوم في زواجك: غضب شديد, حزن شديد, غيرة شديدة, كره شديد, ملل شديد, استياء شديد, عدم اهتمام شديد, لا مبالاة شديدة… الخ والان سأضع لك بعضا من المشاعر او الافعال الايجابية التي يمكن ان تكوني تمارسينها في زواجك: حب شديد, عطاء شديد, اهتمام شديد, احترام شديد, دقة شديدة, حرص شديد, دعم شديد, تضحية شديدة…. الخ ما الذي تلاحظينه في كلا القائمتين؟ نعم.. كلمة “شديد“.. وما يرادفها من مبالغة.. والخروج عن حدود المعقول! ركزي معي واحفري هذه القاعدة في قاموس زواجك: ان معظم اسباب الطلاق (ان لم تكن كلها) هي بسبب الشدة والمبالغة في مشاعرنا وما يتبعها من افعالنا وعدم قدرتنا على التحكم بها. يبدأ زواجك هكذا: تطلقين لمشاعرك العنان (دون قيود او ضوابط) في بداية زواجك.. تجدين نفسك تحبين زوجك بشدة.. تتفانين بالاهتمام.. تبالغين بالعطاء.. بالتالي.. تصبح توقعاتك عااااالية جدا من الطرف الاخر.. تنتظرين ان يبادلك الحب والعطاء والاهتمام بنفس الطريقة ونفس “الشدة“.. طبعا المحروس زوجك غالبا لن يقابل مشاعرك بنفس الشدة.. وستمر الايام تلو الايام وانتِ تقدمين المزيد من التضحيات والتنازلات واستنزاف المشاعر.. تبالغين في السكوت عن هضم حقوقك.. تتفننين بالليالي الحمرا والخضرا.. وتتهوسين في فنون الطبخ والموضة.. وربما قدمتِ مساعدات مادية او معنوية (لم تُطلب منك اصلا).. وتكتبين لي جملتك العريقة: فعلت المستحيل لاجله.. لا توجد امرأة اخرى عملت الذي عملته مع زوجها انك ببساطة لم تفعلي شيئا سوى ان ترفعي سقف توقعاتك اكثر.. واكثر.. واكثر.. فحتى ان قدم زوجك شيئا ما في المقابل… اي شيء.. فلن يكفيكِ.. وتريدين ما يوازي ما قدمته من تضحيات وعطاء شديدين.. [size=21]النتيجة الحتمية لكل هذه الفوضى الشديدة هي الاحباط الشديد ومشاعر معاكسة شديدة.. ستشعرين بالغضب الشديد.. الاستياء الشديد.. اليأس.. الاستنكار.. ومن ثم لا مبالاة وعدم اهتمام (شديدين).. يؤدي بالنهاية الى تفكيرك بالطلاق!!!!!! وقيسي على ذلك.. كل المواقف الاخرى… التي تؤدي الى المشاكل و”العراك” مع زوجك مربط الفرس في أي زواج ناجح هو توازن المشاعر.. والوسطية في كل شيء.. قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) البقرة/143 علينا ان تكون مشاعرنا وسطا.. دون ان نبالغ فيها… عليكِ ان تتعلمي الا تبذري مشاعرك.. والا تبخلي بها … بل ان تتوسطي فيها في كل وقت وكل حين.. فيكون سقف توقعاتك دااائما في المستوى الصحيح والمناسب خلال زواجك.. بما يسمح لك معالجة اي خلاف مع زوجك.. هل تعرفين ماذا يحدث خلف كواليس المحاكم؟ انا لا اريد ان انقل لك قصصا مأساوية.. او مضحكة مبكية.. النت والكتب مليئة بها.. لكن اريد ان انقل لك صورة المشاعر في هذه الكواليس.. عندما يقف أمام القاضي الطرفان المطالبان بالطلاق.. الزوج.. او الزوجة.. فان كل منهما يحمل كرها شديدا للطرف الاخر.. كل طرف يريد ان يفوووز بشدة.. حضانة الاطفال.. تملص الزوج من النفقة.. او كسب الزوجة للنفقة..اذلال الزوج.. او اذلال الزوجة!! وعندما يقضي قاضي الاحوال الشخصية بحكمه.. بالطلاق.. واعطاء الحضانة للزوج.. او الزوجة… على ان يكون للطرف الثاني حق الزيارة او اخذ الاطفال في ايام معينة… تجدين نظرات الندم والالم الشديدين في عيني كل منهما.. لماذا؟ لانهما بعدما ان كانا يملكان حياتهما تحت سقف واحد.. اصبحت حياتهما محكومة بتصرف المحكمة.. اصبحت محكومة بقوانين شرعية.. مخالفتها تعني عقوبات قانونية! لم يعودا يتحكمان في حياتهما بعد الان!! جاءت زوجة في احدى المحاكم التركية تطلب من القاضي الطلاق.. ولدى سؤالها عن السبب اجابت بحنق وغيظ (شديدين): لانه وعلى مدى عشرين عاما من زواجنا لا يزال يرمي جواربه باهمال “شديد” كل يوم على ارض الغرفة! قد تقولين عنها مجنونة… ربما..! ولكن كم من الجوارب (المشاكل) الموجودة في حياتنا الزوجية وتثيرنا الى حد الجنون؟ مشكلتها ببساطة هي عدم اهتمام “شديد” من طرف ادى الى عدم احترام “شديد” من الطرف الاخر… ما هو عدم الاهتمام وما هو عدم الاحترام؟ هل القاء الجوارب وسط الغرفة يعني في قاموسي وقاموسك نفس الشيء؟ بالطبع لا.. في قاموسك قد يعني انه احتقار لك ولمقامك .. وقد يعني في قاموسي انه من واجبي ان اعيدها في مكانها كزوجة وربة بيت! اذن اول خطوة لحل المشكلة هو ان يتم تعريف هذه المشاعر اولا… وافهامها جيدا للطرف الاخر.. قبل ان تصل الى مرحلة “شديد” هذه.. كيف يتم تعريف المشاعر وافهامها.. هو موضوع تدوينتي القادمة خلاصة قولي .. انه لا يشترط الخيانة او الاساءة الجسدية او مصيبة كبيرة ليحدث الطلاق او يطالب به احدهما.. الطلاق قد يكون سببه يتعلق بسقف توقعاتنا من الطرف الاخر… فكلما كانت هذه التوقعات في المستوى الطبيعي.. كانت الحياة طبيعية.. واستمر مركب الزواج يتهادى بين امواج ومشاكل الحياة في صمود.. وكلما كانت التوقعات غير طبيعية (شديدة سلبا او ايجابا).. اصبحت الحياة غير طبيعية وانحرفت عن مسار المودة والتراحم المطلوبين بين الزوجين.. لتبدأ وتيرة المشاكل تتصاعد حتى تصل الى الطلاق.. حتى كلمتي مودة ورحمة في الاية الكريمة: (وجعلنا بينكم مودة ورحمة).. تشعرين بهما كتيار هاديء.. يدغدغ حواسك.. دون ان يرمي بك الى اعلى سماء بعشق او وله او مشاعر مبالغ بها!! لذلك مرة اخرى.. كفي عن جنونك الزوجي الذي تقتبسينه من افلام ابيض واسود.. واهدئي وخففي الموجة من اليوم فصاعدا.. حافظي على توازن مشاعرك.. لا تبالغي في أي شيء مهما كان.. ولا تنتظري عشرين عاما لتنفجري من جوارب (مشاكل) زوجك الملقاة باهمال كل يوم.. بل عالجي مشاكلك اولا بأول.. وتواصلي مع زوجك دائما باسلوب القوة الناعمة
[/size] | |
|